الأحد

غادة السمان حب حتى التطرف

أحببت غادة السمان كثيرا قرأت لها الكثير حتى الذي لم استطع اقتنائه وجدته في فضاء الشبكة العنكبوتية فــرسمتها في مخيلتي ملاك بملامح أنثى حرة متمرده تنطلق بعيدا عن فضاء العادات والتقاليد تحلق بعيدا عن كل قيد تحرر روحها من كل اسر تنطلق بأنوثتها من كل عبودية عشقت كلماتها وأسرتني تعايرها أدمنت كلماتها النابضة بحب الحياة بالانطلاق
غادة السمان تشعرني بأنها فريدة من نوعها كاتبه من نوع آخر قرأت للكثيرين والكثيرات ولكن غادة لها سحر ووهج يشع بين أحرفها.
لم اكتب عنها الآن ولم اسطر إعجابي بها لأني قرأت مجموعه رسائل أرسلها لها العاشق المغرم والأديب الشهيد غسان كنفاني فعجبت لجرأتها في نشر هذه الرسائل وأيقنت أنها أمراه استثنائية بحق
وحين أقرا لمن يهاجمها أو يأخذ عليها نشرها رسائل غسان كنفاني لها أجد لها مايبررلها فهي أنثى وكيف لأنثى ما لا ينتابها الغرور والنرجسية بعشق بطل مناضل رمز واسطوره مثل غسان كنفاني في أعين الكثيرين بل إنني حين قرأت لرسائل غسان لها ازداد إعجابي به كأديب رسائله مبهره تدهش القارئ بكميه العشق والحزن والألم الذي يسكنها رسائله تغلفها عبقرية الأديب وتنسجها روح الفنان انه أدب من نوع أخر يستحق إن نطلق عليه أدب الرسائل

مارياكم بتصرف غادة في مجتمع شرقي كمجتمعنا؟

وساترك لكم بعض الرسائل إن أحببتم قراءتها 

مقتطفات أبهرتني من الرسائل


غادة..
أعرف أن الكثيرين كتبوا إليك، وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء خصوصا إذا كانت تُعاش..وتُحس وتُنزف على الصورة الكثيفة النادرة التي عشناها في الأسبوعين الماضيين...ورغم ذلك، فحين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل كالأقدار التي صنعتنا: إنني أحبك.
الآن أحسها عميقة أكثر من أي وقت مضى، وقبل لحظة واحدة فقط مررت بأقسى ما يمكن لرجل مثلي أن يمر فيه ، وبدت لي تعاساتي كلها مجرد معبر مزيف لهذه التعاسة التي ذقتها في لحظة كبريق النصل في اللحم الكفيف


عزيزتي غادة
صباح الخير..
ماذا تريدين أن أقول لك ؟ الآن وصلت إلى المكتب ، الساعة الثانية ظهراً ، لم أنم أبداً حتى مثل هذه الساعة إلا أمس ودخلت مثلما أدخل كل صباح : أسترق النظر إلى أكوام الرسائل والجرائد والطرود على الطاولة كأنني لا أريد أن تلحظ الأشياء لهفتي وخيبتي. اليوم فقط كنت متيقناً أنني لن أجد رسالة منك ، طوال الأيام ال17 الماضية كنت أنقب في كوم البريد مرة في الصباح ومرة في المساء . اليوم فقط نفضت يدي من الأمر كله، ولكن الأقدار تعرف كيف تواصل مزاحها . لقد كانت رسالتك فوق الكوم كله، وقالت لي: صباح الخير ! أقول لك دمعتُ




إنني أحبك: أحسها الآن والألم الذي تكرهينه – ليس أقل ولا أكثر مما أمقته أنا – ينخر كل عظامي ويزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت.

...
أنا لا أريد منك شيئاً ، ولا أريد- بنفس المقدار- أبداً أبداً أن أفقدك.
إن المسافة التي ستسافرينها لن تحجبك عني ، لقد بنينا أشياء كثيرة معا ً لا يمكن ، بعد، أن تغيّبها المسافات ولا أن تهدمها القطيعة لأنها بنيت على أساس من الصدق لا يتطرق إليه التزعزع.
ولا أريد أن أفقد ( الناس) الذين لا يستحقون أن يكونوا وقود هذا الصدام المروّع مع الحقائق التي نعيشها...ولكن إذا كان هذا ما تريدينه فقولي لي أن أغيب أنا . ظلي هنا أنت فأنا الذي تعودت أن أحمل حقيبتي الصغيرة وأمضي ...

...
مرهق إلى أقصى حد : ولكنك أمامي ، هذه الصورة الرائعة التي تذكرني بأشياء كثيرة عيناك وشفتاك وملامح التحفز التي تعمل في بدني مثلما تعمل ضربة على عظم الساق ، حين يبدأ الألم في التراجع . سعادة الألم التي لا نظير لها . أفتقدك يا جهنم ، يا سماء، يا بحر. أفتقدك إلى حد الجنون . إلى حد أضع صورتك أمام عيني وأنا أحبس نفسي هنا كي أراك .

...
إنني أشعر أكثر من أي وقت مضى أن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح وأنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه ، وذلك كله يشعرني بغربة تشبه الموت وبسعادة المحتضر بعد طول إيمان وعذاب ، ولكن أيضا بذل من طراز صاعق.........

...
(إنني لا أستطيع أن أكرهك ولذلك فأنا أطلب حبك) ..أعطيك العالم إن أعطيتني منه قبولك بي..فأنا، أيتها الشقية، أعرف أنني أحبك وأعرف أنني إذا فقدتك فقدت أثمن ما لديّ ، وإلى الأبد..

...
متى سترجعين؟ متى ستكتبين لي حقاً؟ متى ستشعرين أنني أستحقك؟ إنني انتظرت ، وأنتظر ، وأظل أقول لك : خذيني تحت عينيك..


هناك 4 تعليقات:

أبو لطيف يقول...

مارايكم بتصرف غادة في مجتمع شرقي كمجتمعنا؟

مجتمع شرقي

له تقاليده التي توارثها ..منها ما هو مستمد من الشرع ومنها ما هو مستمد من العرف


واصبحت هذه التقاليد هي المسطرة التي يقيس بها الامور

او العين التي ينظر من خلالها

قد يكون احد منا بينه وبين نفسه غير مقتنع ببعض هذه التقاليد ، لكنه لا يعارضها علنا او لايستطيع معارضتها علنا ، لانه يحسب حساب نظرة المجتمع له

فقط من لا يهتم بنظرة الاخرين له يمكنه ان يتجاوز كل التقاليد التي لايؤمن بها او لايقرها

هكذا تسير الامور في مختلف المجالات

مسطرة التقاليد

من يستطيع تغييرها ؟

اذا اردنا راي المجتمع ...علينا القبول به

وان اردنا العمل بخلافه ...فلا نسأل عن رايه

حفظك الله ورعاك

قانونى كويتي يقول...

مساء الخير

تسيلمين على النقل

لشخصيات نسمع عنها بس

وبانتظار مواضيعج القادمة

ANGEL HEART يقول...

الفاضل ابو لطيف اسعدني مرورك وتعليقك وكلامك لا غبار عليه اتفق معاك تماما

لكن اسمحلي اتسائل هل لايحق لنا ان نخرج من عباءه بعض التقاليد الغير منصفه لنا والتي لا نستقيها من الدين فقط اهي اعراف وتقاليد
تحياتي وشكرا عالمرور

ANGEL HEART يقول...

اخوي قانوني كويتي سعيده لتشريفك مدونتي المتواضعه

شكرا عالتشجيع والمرور الطيب

تحياتي :)